الأربعاء، فبراير 01، 2012

أفيقوا يرحمكم الله

حالة من الإحتقان يعيشها الشعب المصرى الآن , فى صباح اليوم الثلاثاء قامت التيارات السياسية بحشد مليونية الإصرار والتى كانت مطالبها " القصاص من قتلة الثوار " استجواب الحكومة بشأن أحداث محمد محمود ومجلس الوزراء التى راح ضحيتها عدد ليس بالقليل من شباب هذا الوطن الذين وقفوا أمام قوات الشرطة والتى بدورها استخدمت العنف المفرط تجاه شباب كانوا يقذفون الحجارة .



واتفق الحشد على الذهاب الى مجلس الوزراء اثناء انعقاد جلسة هى اﻻولى منذ زمن بعيد حيث حضر الدكتور كمال الجنزورى رئيس الحكومة الحالى ليلقى كلمة امام نواب البرلمان المصرى ولاول مرة حضر وزير الداخلية محمد ابراهيم للمرة الاولى منذ 5 سنوات التى يحضر فيها وزير داخلية الى المجلس منذ تولى الوزير السابق حبيب العادلى الذى يحاكم حاليا على ذمة العديد من القضايا .


لم يمر الوقت حتى سمعنا عن اعتراض شباب الاخوان المسلمين لحشود المتظاهرين المتجهين الى مجلس الوزراء , وكانت اﻻقوال متضاربة من كل الجهات فتارة يقولون ان هناك اعتداء من قبل شباب الاخوان وتارة ان اﻻعتداء من قبل المتظاهرين , وفى الحقيقة فبالنسبة لى كمصرى اتابع واشارك فى اﻻحداث كمستقل وﻻ انتمى الى اى حزب أرى أن ما يحدث اﻻن هو نوع من اﻻنتحار .


نعم انتحار , فلقد سئمت من نغمة تخوين المتظاهرين للاخوان المسلمين واتهامهم بعدم الاكتراث بقضية القصاص العادل والحديث عن تحالفات تمت بين العسكرى وقيادات اﻻخوان , ولكنى أيضا لا اخفى انى سئمت من تضارب اقوال وافعال الاخوان المسلمين فنجد تصريحات غير مسئولة من أشخاص مسئولة داخل الاخوان تتحدث لو من بعيد عن موضوع الخروج الآمن وتارة يتصرف الاخوان بشكل يوحى بعنجهية عندما يتحدثون عن اللجان داخل المجلس وعند كيفية تقسيمها بين النواب واﻻحزاب .


البعض يرى أنها نبرة تعالى من اﻻخوان , انا لا اراها كذلك لانه شىء بديهى ان يتصرف أصحاب الاغلبية كيفما شاءوا , (( الشعب هو اللى جابهم وهو اللى اداهم الحق )) , إذا فهذا حقهم ولا استطيع ان امنعهم منه , ولكن ما أثار حفيظتى هو كيفية الحصول على هذا الحق , فقد كان فى امكان اﻻخوان الحصول على هذه اللجان دون الحديث عن ذلك مسبقا وبالتالى فانت تتلافى الدخول فى مهاترات مع أى ممن يريد اصطياد الأخطاء لك , وكلنا نعلم جيدا أن هناك من يتصيد اﻻخطاء للاخوان .


كنت أحسبهم أذكى من أن يتركوا فرصة لأحد لكى يتهمهم بالديكتاتورية وفرض الراى بالقوة وتشبيههم بالحزب الواطى المنحل , ولكن ما حدث ترك الفرصة للبعض لاصطياد اﻻخطاء وان كانت بسيطة ومحاولة تضخيمها ومحاولة اللعب على اتجاهات كثيرة .


من وجهة نظرى الخلاف أخد فى اﻻزدياد بين قوى الشعب واﻻحزاب والتيارات , بالفعل لقد نجح المجلس العسكرى فى مهمته وهى تفتيت الشعب حتى لايجتمع الناس على كلمة سواء وهى ادانته فى كل اﻻحداث التى مرت بها مصر فى الفترة الانتقالية (( المظلمة )) كان فى مقدور الاخوان والسلفيين والتيارات السياسية المختلفة التوحد تحت هدف واحد وهو التسليم المبكر للسلطة وانقاذ مصر وبالتالى عند تسلم السلطة فسيكون القصاص عادلا لان من يتولى سيكون منا وسيكون اختيارنا واختيار اﻻغلبية .


لكننى أًصبحت لا افهم شيئا الوفد والعسكرى تارة واﻻخوان والعسكرى تارة والليبراليين والعسكرى تارة , استطاع المجلس تفتيت الجميع لصالحه ونجح فى خلق منازعات بين كل التيارات التى هى فى اﻻول وفى اﻻخر تعمل من أجل مصر , أًبحت لا افهم نوايا اﻻخوان ولا اى تيارات اخرى , كل ما اتمناه ان يفهم الجميع ان كل هذه الصدامات والمشاحنات ليس لها اى نفع او فائدة سوى اضعاف وقتل الثورة وفى بداية حديثى وصفت ما يحدث بالانتحار " نحن نقتل أنفسنا بايدينا " وهو ما كنت اخشى رؤيته ولكنه يحدث .


كل ما أستطيع قوله الآن كوجهة نظر شخصية من شخص لا ينتمى لاى تيار وﻻ حزب وﻻ اى حركة زى ما قال عبد الباسطة حمودة (( صوتى من دماغى )) , عاوز أقول بالبلدى بتاعنا ان مصر مش هتستقر اﻻ بالقصاص العادل من كل من ارتكب جرما فى حق نفس بريئة , مبتكلمش عن شهداء الثورة بس لا بتكلم عن كل ضحايا حسنى مبارك وفترة حكمه وكل رجاله من اول واحد اتظلم لحد اخر واحد مش بس فالثورة , حسنى مبارك وكل اعوانه لازم يتحاكموا حتى عن جهلنا وتغييبنا المحاكمة مش بس بقتلة الشهداء , وفى اﻻخر اقول الله يرحمهم هما السبب فى اننا بقينا نتكلم ونقول كل اللى احنا عاوزينه .
-----------------------------------------------------------------

هناك 3 تعليقات: